من الاشياء الخطيرة التي وقع فيها الناس هو الاغترار بسوق الأسهم وما حققه بعض الناس من أرباح في فترة من الفترات فقبل عام 2006 م تسابق الناس على سوق الأسهم السعودي لأنه في تلك الفترة يحقق أرباح قوية جدا لمن يدخل فيه دون الالتفات والالمام بآليات وأسس التعامل مع سوق الاسهم المعروفه في دول العالم التي سبقتنا في هذا المجال آنذاك .
وصار هناك صدمة هستيرية لجميع الناس وأخذوا يروجون لشركات دون ان يعلموا عنها شيء وأصبحت حديث المجالس والديوانيات والمنتديات العامة وأصبح كل شخص يتحدث عما يحققه من أرباح في طرفة عين ويمدح كل من يعطيه توصية سواء من الذين يسمون أنفسهم خبراء على شاشة التلفزة أو غيرهم من مروجي التوصيات حتى أن دول العالم حذروا من التضخم الذي كان عليه السوق وبأنه في وضع خطير جدا خاصة الولايات المتحدة الامريكية بحكم انها قد سبقتنا في هذا المجال وقد حصل لأسواقهم ما حصل من انهيارات في السنوات الماضية ولكن لم يكن أحد يفهم أهم شيء يدخل ويربح فكأنه ياخذ المال من الطريق .
ولكن الخطير في الأمر هو وضع جميع ما يملك الشخص في سوق الأسهم بل والأخطر من ذلك هو قيام الكثير من الناس ببيع بيوتهم وأراضيهم وشركاتهم وسياراتهم وذهبهم وكل ما يملكون من اجل الدخول في سوق الأسهم أليست هذه حماقة كبيرة أن يبيع الانسان كل ما يملك ويضعه في سوق الاسهم . أنا مع أنني أملك أموال نقدية في البنك لم أضع جميع أموالي في الأسهم كنت متخوف من هذا الأمر لأنه غير طبيعي واحتمال الخسارة وارد وكبير وعلى الإنسان أخذ الحيطة والحذر وذلك بأن لا يضع ماله كله في سوق الاسهم وكنت أركز على الشركات القوية ذات العوائد كالشركات الصناعية والتجارية والاسمنتات . ومع ذلك خسرنا أيضا ولكن لم نبيع وكانت تأتينا أرباح من هذه الأسهم فيما بعد .
أن الذين وضعوا جميع ما يملكون بل وباعوا أموالهم العينية ووضعوها في سوق الاسهم أو اخذوا تسهيلا من البنك ذهب أغلبهم في خبر كان عندما انهار السوق و وصلت أسعار الاسهم الى القاع فبعضهم أصبح فقيرا وصار مجنونا وبعضهم توفى بالجلطة الدماغية وبعضهم اصبح مديونا للبنك يسدد ديونه إلى الآن يكد ويكدح لكي يسدد خسارته وكل ذلك بسبب الطمع .
كنت أنظر لمن يبيع بيته وأرضه وعمارته وشركته ومشاريعه وممتلكاته العينية على أنه أحمق وجاهل لا ينظر إلا إلى المال فقط دون التفكير في العواقب فكأن السوق يرمي المال بالمجان إلى جميع الناس لياخذوا منه ما يشاءون كان هذا منتهى الغباء والجهل فعلا وكما يقول المثل الشائع الطمع ضيع ما جمع .
تعليقات
إرسال تعليق